[/center]
برانديللي تفوق على فان غال تكتيميا ولكن الحكم هزمه!!!
صفحة 1 من اصل 1
برانديللي تفوق على فان غال تكتيميا ولكن الحكم هزمه!!!
من طرف مصطفى الجمعة فبراير 19, 2010 12:42 am
انتهت مباراة ملعب اليانز أرينا بانتصار بايرن ميونيخ على ضيفه فيورنتينا بهدفين مقابل هدف واحد في ذهاب دور الـ16 لدوري أبطال أوروبا، انتصار كان بطعم الظم للفريق البافاري - وإن كانوا بالتأكيد لا دخل لهم به - نظرًا للقرارات الخاطئة التي اتخذها الحكم الشهير "توم هينينج أوفريدو" وهو بطل كارثة ملعب ستامفرد بريدج خلال مباراة تشيلسي ضد برشلونة في نصف نهائي بطولة الموسم الماضي.
المباراة جاءت جميلة ومثيرة وممتعة للغاية وقد حفلت بالمحاولات الهجومية من الطرفين ولكن الاختلاف كان في التفوق التكتيكي الساحق للمدرب الايطالي تشيزاري برانديلي على نظريه الهولندي لويس فان جال، ذلك التفوق ظهر واضحًا وفي كل شيء سواء الأمور الدفاعية أو الهجومية وهو ما سنتناوله في مقالنا الحالي.
بايرن ميونيخ وكيف تُلعب 4-4-2
الفريق البافاري يلعب بطريقة 4-4-2 الصريحة جدًا وهي تناسبه وتناسب قدرات لاعبيه للغاية وقد أحرز بها سلسلة رائعة من الانتصارات، هي تعتمد على تحرك الجناحين بشكلٍ أساسي في الهجوم وهما ريبري وروبين وبتواجد مهاجم متمركز في الأمام وهو جوميز وخلفه يلعب مهاجم متحرك أو لاعب وسط مهاجم يتحرك في عمق الملعب وكان اليوم مولر، والمفترض أن يتم دعم الهجوم من الأطراف بالظهيرين ومن العمق بأحد محوري الارتكاز لكي يكون الهجوم جماعي ومتكمل الخطورة.
أما في الجانب الدفاعي، فالاعتماد أساسًا على الظهيرين مع محوري الارتكاز لتغطية الملعب دفاعيًا عبر الضغط القوي والرقابة اللصيقة في نصف ملعهم، وبالتأكيد يعود الأجنحة لتأدية الدور الدفاعي لكن في حالة روبين وريبري فالدور الدفاعي لهما متواضع للغاية ويتمثل بالضغط على الظهير المنافس لمنعه من دعم الهجوم.
البايرن اليوم أراد الهجوم لكي يخرج بنتيجة ايجابية وقد قالها روبين أنه يريد الفوز بـ6 أهادف على الأقل، وبالتالي سيعتمد على تحركات الثنائي روبين وريبري في الطرفين وبدعم من لام وبادشتوبر وتحركات مولر وتقدم فان بوميل لدعم الهجوم من العمق، ويتواجد جوميز في قلب منطقة الجزاء لكي يصطاد أي كرة عرضية أو بينية أو كرة مرتدة من الحارس أو خطأ الدفاع، وفي الكرات الثابتة يتقدم فان بويتن بما أنه أحد هدافي الفريق بكراته الرأسية الرائعة.
كيف تفوق برانديلي دفاعيًا وهجوميًا بخطة 4-2-3-1
برانديلي كما قلنا في تقديم المباراة أمس يعتمد خطة 4-2-3-1 المتوازنة وهي صالحة لكي تخدم الحالة الهجومية بتقدم الثلاثي للأمام كثيرًا، وصالحة كذلك لتخدم الحالة الدفاعية بعودة الثلاثي للوسط وتحول الشكل الى 4-5-1 وهذا ما حدث اليوم خلال المباراة، حيث كان الشكل يتغير بين الحالة الدفاعية والهجومية بسرعة وجماعية وانظباط تكتيكي على أعلى مستوى.
برانديلي فهم تمامًا أن خطورة البايرن في تحركات الطرفين، ولهذا وضع على كل طرف 3 لاعبين يضغطون بقوة ويمنعون بناء الهجمة أي أنهم يُوقفون مصدر الخطورة من بدايته وليس انتظار الكرة الخطيرة لتمر لمنطقة الجزاء كي يتم التعامل معها.
هذا الشكل كان بوضع الرباعي جوبي وفارجاس وأحد المحورين ويوفيتيتش لتولي مهمة الجبهة اليمنى وذلك لأنها الأخطر بتواجد الظهير المهاجم "فيليب لام"، وكانت الواجبات هنا بضغط يوفيتيتش على لام جيدًا ومنعه من التقدم وما أن كان يتخطاه حتى يتولى فارجاس المهمة ويضغط على لام وبالتالي يضطر لام لتسليم الكرة الى روبين في نصف الملعب وهذا يعني حاجة روبين لمجهود أكبر لكي ينطلق بالكرة، لأنه سينطلق بها مسافة أكبر، وهنا كان يتولى روبين الثنائي جوبي وأحد المحورين وكذلك يضغط فارجاس معهما بعدما يتوقف لام عن دعم الهجوم خوفًا من قطع الكرة وارتدادها عبر يوفيتيتش، وقد نجحت تلك الخطة بشكلٍ كامل وأوقفت خطورة الجبهة اليمنى وإن كانت المهارات الرائعة لروبين تفوقت كثيرًا في المواجهات الفردية لكنه في النهاية لم تنتج هجمات جماعية خطيرة ولم تنتج سوى تمريرات عرضية ليست بالصعبة أو تسديدات يمكن التعامل معها.
الجبهة اليسرى للبايرن هي الأضعف هجوميًا بسبب تواجد بادشتوبر العادي هجوميًا وأمامه الخطير ريبري، وقد تكفل بها الثلاثي دي سيلفستري وماركيوني وأحد المحورين، ونفس الأمر حدث بحيث يتولى ماركيوني مهمة الضغط على بادشتوبر ومنعه من التقدم ثم يساعد دي سيلفستري مع أحد المحورين في الضغط على ريبري ومنعه من الاختراق وقد نجحا في ذلك خاصة أن القوة البدنية كانت تلعب لصالح المدافع الايطالي "دي سيلفستري" وقد أخاف بها ريبري بأكثر من تدخل قوي وعنيف في بداية اللقاء.
نأتي لعمق الملعب وهنا كانت مشكلة البايرن الحقيقية، الثنائي فان بوميل وشفاينيشتايجر لم يتقدم لدعم الهجوم أبدًا -باستثناء الربع ساعة الأخير- وذلك نتيجة الضغط الدفاعي عليهما من الرباعي بالوتي ومونتوليفو ويوفيتيتش وجيلاردينو، وهنا قد يقول قائل أني تحدثت عن أن المحورين ويوفيتيتش يتحركان للتغطية على الأطراف .... هذا صحيح ولكن الكرة لا تُلعب من الثبات والحركة الدائمة هي سرها وبالتالي هذا الثلاثي كان يتحرك دائمًا حسب تواجد الكرة ولهذا نقول أنهم نجحوا تكتيكيًا وجماعيًا ولهذا أيضًا رأينا مستواهم البدني يتراجع كثيرًا في نهاية المباراة نتيجة الارهاق الكبير من الحركة الدائمة.
أخيرًا، لم يتبقى سوى ثنائي الهجوم في قوة البايرن الهجومية وهما الثنائي جوميز ومولر ..... الأول لم يخطئ أبدًا وقد تحرك بشكل ممتاز وحاول كثيرًا انتظار أي فرصة داخل المنطقة لكن لم تسنح له أي فرصة سوى واحدة نجح في ترجمتها لهدف قبل أن يلغيه الحكم، بينما الثاني كان مختفي تمامًا ويُمكن القول أنه نقطة الضعف الأكبر في البايرن اليوم لأنه استسلم تمامًا للضغط الدفاعي في عمق الملعب ولم يحاول التحرك للأطراف وتبادل المراكز مع الطرفين روبين وريبري.
ما سبق كان حول التفوق الدفاعي، لكن التفوق التكتيكي لبرانديلي استمر أيضًا على الجانب الهجومي وذلك عبر تطبيق أسلوب وحيد هو استخلاص الكرة بسرعة عبر الظغط الدفاعي القوي ومن ثم الارتداد بالهجمات المرتدة السريعة والخطيرة عبر تحرك الثلاثي ماركيوني ويوفيتيتش وفارجاس في المساحات الخالية بين الظهير والجناح أو لنقل بين خط الوسط وخط الدفاع، وقد كان خطأ مدافعي البايرن في التمركز والضغط والرقابة القوية على هذا الثلاثي بجانب حقيقة تفوق الثلاثي في جانب السرعة والمهارة على الخط الخلفي للبايرن وأخيرًا كان لتبادل المراكز بين اللاعبين أكبر الأثر في ارباك البافاري دفاعيًا وهو الأمر الذي عجز عنه هجوم البايرن.
نقطة مهمة لم تخدم برانديلي اليوم وهي تواضع قدرات المهاجم الايطالي جيلاردينو في الهجمات المرتدة، فهو ليس باللاعب الذي يُجيد الانطلاق بالكرة وصناعة الهجمات الجماعية وإن كان يمتلك ميزة لعب دور المحطة في تلك الهجمات ..... لكن ما هو مؤكد أن وجود الروماني أدريان موتو بدلًا منه اليوم كان سيزيد من خطورة الهجمات البنفسجية المرتدة.
أين حلول البايرن ولويس فان جال !!
كما نعلم فكرة القدم هي لعبة كر وفر، هي معركة يستخدم بها كل مدرب جميع أسلحته وهناك أسلحة تظهر خلال المباراة لتكون مضادة لأسلحة المدرب المنافس خاصة التكتيكية، ولكن لويس فان جال لم يُرنا شيء اليوم من هذا إلا متأخرًأ ومتأخرًا جدًا.
كما قلنا، في الشوط الأول كانت السيطرة التكتيكية واضحة لصالح الفيولا وبرانديلي ولم تكن هجمات البايرن سوى بالاعتماد على القدرات الفردية في الاختراق من ريبيري حينًا وروبين أحيانًا لكن غياب التحرك من عمق الملعب لم يساعد اللاعبين خاصة أيضًا مع غياب الدعم من الظهيرين.
هنا كان يجب على فان جال أن يتدخل ويأمر لاعبين باحداث عملية تبادل للمراكز داخل الملعب خاصة بين مولر وروبين، لأن الأول كان تائهًا في العمق وربما يُجيد في الطرف بينما الآخر مهاري جدًا وكان يُمكنه اكتساب عديد الأخطاء المؤثرة على حدود منطقة الجزاء وهذا بجانب أن انطلاقاته واختراقاته هنا تكون أخطر كثيرًا لأنها ستكون قريبة من المرمى، وقد رأينا دليلين على هذا الأمر وهما الهدف الأول لأنه كان الاختراق الأول له من العمق والهدف الثاني لأنه تواجد أيضًا في العمق وسدد منه نحو المرمى.
أمر آخر كان يجب أن يكون في بداية الشوط الثاني وهو اخراج مولر نفسه واستبداله بأوليتش لأن الكرواتي مهاجم متحرك مهاري تكتيكي لدرجة كبيرة ويستطيع تبادل المراكز جيدًا والخروج لأطراف الملعب والتحرك في العمق وازعاج مدافعي الفيولا وخلخلة خطوطهم القوية والمتكتكلة، وهذا ما حدث بالفعل وقت نزوله مع كلوزة، وإن كنت لم أرى أي ضرورة لاخراج جوميز واشراك كلوزة بل كان يجب الاستفادة من التغيير بإخراج أحد محوري الارتكاز واشراك لاعب آخر يمتاز بأداء هجومي أكبر لأن الفريق ببساطة يريد الفوز والأهداف.
لسوء حظ مشجعي البافاري أن فان جال قام بذلك التغيير متأخرًا نوعًا ما ولولا الخطأ التحكيمي لما استفاد منه أبدًا، وإن كان في نفس الوقت نتيجة 2-1 ليست بالجيدة للفريق.
أين أخطأ برانديلي !!!!
قلت في نهاية تقرير المباراة أن برانديلي تفوق في كل شيء سوى خطأ واحد، وهو التغيير الأول للفريق وبعد طرد ماسيمو جوبي وقد قام باخراج يوفيتيتش واشراك فيليبي.
المشكلة لم تكن في اللاعب الداخل لأرض الملعب لأن اشراك مدافع في تلك الظروف أمر حيوي جدًا حتى لا يختل الأداء الدفاعي للفريق بجانب أنه لا يحتاج الآن أداء هجومي قوي نظرًا لأن العودة بالتعادل 1-1 ممتاز للغاية.
لكن المشكلة كانت في اللاعب الخارج، يوفيتيتش كان يمتلك من السرعة والمهارة ما قد يُساعد زملاءه دفاعيًا ..... أولًا عبر الضغط على لام ومنعه من التقدم للأمام .... ثانيًا عبر استلام الكرة من وسط الملعب والانطلاق بها في المساحات الفارغة لنصف ملعب البايرن وهنا ربما يصنع هجمة خطيرة أو قد تُقطع الكرة ولكن بعدما يكون قد منح زملاءه فرصة لالتقاط الأنفاس واعادة تنظيم الصفوف بحيث يمنع الارهاق الكبير الذي ظهر على لاعبي الفيولا في الجزء الأخير من اللقاء.
لكن من يخرج هنا ؟؟؟؟ بالتأكيد هو ألبرتو جيلاردينو الذي لم يقدم الكثير في المباراة نتيجة تواضع مستواه وأيضًا نتيجة كونه مهاجم متمركز لا يمكن أن تعتمد عليه كثيرًا في الهجمات المرتدة بل تعتمد عليه في الهجمات المنظمة بحيث يستغل الكرات العرضية والبينية، ولهذا كان الأفضل اخراجه من الملعب واللعب بطريقة 4-3-2 وبتواجد الثنائي فارجاس ويوفيتيتش في الأمام وفي الحالة الدفاعية يعود فارجاس للوسط لكي يتحول الأداء الى 4-4-1، وما أن يستلم أحد الثنائي الكرة إلا وينطلق اللاعبان معًا لتشكيل هجمة خطيرة أو على الأقل تخفيف الضغط واضاعة الوقت.
وأبرز دليل على عدم صحة التغيير لبرانديلي هو غياب الشكل الهجومي للفيولا عن الربع ساعة الأخير بالكامل، بل حتى أننا لم نرى جيلاردينو في الملعب لأن كل فريقه كان يدافع وهو مجرد يضغط على قلبي دفاع الفيولا لمنع تقدمهم ولكن تلك الوظيفة لم تكن بالحيوية نظرًا لأن البايرن كان يهاجم بـ8 لاعبين في الأمام وليس بحاجة لواحد اضافي.
كلمة أخير ..... لا تتوقعوا سيناريو مختلف كثيرًا في الأرتيمو فرانكي
مباراة الذهاب انتهت كما انتهت، وتبقى الآن مباراة الاياب والتي ستكون صعبة جدًا على الفريقين .... فالفريق البافاري سيحارب لكي يُسجل هدف وهو أمر ليس بالسهل مع هكذا أداء تكتيكي قوي .... أما الفريق الايطالي فهو بحاجة للتسجيل مع ضمان عدم اهتزاز شباكه وهو أيضًا ليس بالأمر السهل نظرًا لخطورة الثنائي روبين وريبري في الهجمات المرتدة.
البعض يتوقع أن يلعب الفيولا مباراة الاياب بطريقة الاندفاع الهجومي وهو ما قد يُكلفه المباراة عبر الهجمات المرتدة، لكني على ثقة أن برانديلي سيُدير المباراة كما أدارها اليوم بحيث يلعب بشكل متزن جدًا وهذا لأنه بحاجة لهدف واحد فقط ولأنه يعلم تمامًا أن هذا الهدف قد يأتي في أي دقيقة وليس بالضرورة أن يأتي في الدقيقة الأولى، لهذا توقعوا سيناريو يشبه كثيرًا مباراة اليانز أرينا
المباراة جاءت جميلة ومثيرة وممتعة للغاية وقد حفلت بالمحاولات الهجومية من الطرفين ولكن الاختلاف كان في التفوق التكتيكي الساحق للمدرب الايطالي تشيزاري برانديلي على نظريه الهولندي لويس فان جال، ذلك التفوق ظهر واضحًا وفي كل شيء سواء الأمور الدفاعية أو الهجومية وهو ما سنتناوله في مقالنا الحالي.
بايرن ميونيخ وكيف تُلعب 4-4-2
الفريق البافاري يلعب بطريقة 4-4-2 الصريحة جدًا وهي تناسبه وتناسب قدرات لاعبيه للغاية وقد أحرز بها سلسلة رائعة من الانتصارات، هي تعتمد على تحرك الجناحين بشكلٍ أساسي في الهجوم وهما ريبري وروبين وبتواجد مهاجم متمركز في الأمام وهو جوميز وخلفه يلعب مهاجم متحرك أو لاعب وسط مهاجم يتحرك في عمق الملعب وكان اليوم مولر، والمفترض أن يتم دعم الهجوم من الأطراف بالظهيرين ومن العمق بأحد محوري الارتكاز لكي يكون الهجوم جماعي ومتكمل الخطورة.
أما في الجانب الدفاعي، فالاعتماد أساسًا على الظهيرين مع محوري الارتكاز لتغطية الملعب دفاعيًا عبر الضغط القوي والرقابة اللصيقة في نصف ملعهم، وبالتأكيد يعود الأجنحة لتأدية الدور الدفاعي لكن في حالة روبين وريبري فالدور الدفاعي لهما متواضع للغاية ويتمثل بالضغط على الظهير المنافس لمنعه من دعم الهجوم.
البايرن اليوم أراد الهجوم لكي يخرج بنتيجة ايجابية وقد قالها روبين أنه يريد الفوز بـ6 أهادف على الأقل، وبالتالي سيعتمد على تحركات الثنائي روبين وريبري في الطرفين وبدعم من لام وبادشتوبر وتحركات مولر وتقدم فان بوميل لدعم الهجوم من العمق، ويتواجد جوميز في قلب منطقة الجزاء لكي يصطاد أي كرة عرضية أو بينية أو كرة مرتدة من الحارس أو خطأ الدفاع، وفي الكرات الثابتة يتقدم فان بويتن بما أنه أحد هدافي الفريق بكراته الرأسية الرائعة.
كيف تفوق برانديلي دفاعيًا وهجوميًا بخطة 4-2-3-1
برانديلي كما قلنا في تقديم المباراة أمس يعتمد خطة 4-2-3-1 المتوازنة وهي صالحة لكي تخدم الحالة الهجومية بتقدم الثلاثي للأمام كثيرًا، وصالحة كذلك لتخدم الحالة الدفاعية بعودة الثلاثي للوسط وتحول الشكل الى 4-5-1 وهذا ما حدث اليوم خلال المباراة، حيث كان الشكل يتغير بين الحالة الدفاعية والهجومية بسرعة وجماعية وانظباط تكتيكي على أعلى مستوى.
برانديلي فهم تمامًا أن خطورة البايرن في تحركات الطرفين، ولهذا وضع على كل طرف 3 لاعبين يضغطون بقوة ويمنعون بناء الهجمة أي أنهم يُوقفون مصدر الخطورة من بدايته وليس انتظار الكرة الخطيرة لتمر لمنطقة الجزاء كي يتم التعامل معها.
هذا الشكل كان بوضع الرباعي جوبي وفارجاس وأحد المحورين ويوفيتيتش لتولي مهمة الجبهة اليمنى وذلك لأنها الأخطر بتواجد الظهير المهاجم "فيليب لام"، وكانت الواجبات هنا بضغط يوفيتيتش على لام جيدًا ومنعه من التقدم وما أن كان يتخطاه حتى يتولى فارجاس المهمة ويضغط على لام وبالتالي يضطر لام لتسليم الكرة الى روبين في نصف الملعب وهذا يعني حاجة روبين لمجهود أكبر لكي ينطلق بالكرة، لأنه سينطلق بها مسافة أكبر، وهنا كان يتولى روبين الثنائي جوبي وأحد المحورين وكذلك يضغط فارجاس معهما بعدما يتوقف لام عن دعم الهجوم خوفًا من قطع الكرة وارتدادها عبر يوفيتيتش، وقد نجحت تلك الخطة بشكلٍ كامل وأوقفت خطورة الجبهة اليمنى وإن كانت المهارات الرائعة لروبين تفوقت كثيرًا في المواجهات الفردية لكنه في النهاية لم تنتج هجمات جماعية خطيرة ولم تنتج سوى تمريرات عرضية ليست بالصعبة أو تسديدات يمكن التعامل معها.
الجبهة اليسرى للبايرن هي الأضعف هجوميًا بسبب تواجد بادشتوبر العادي هجوميًا وأمامه الخطير ريبري، وقد تكفل بها الثلاثي دي سيلفستري وماركيوني وأحد المحورين، ونفس الأمر حدث بحيث يتولى ماركيوني مهمة الضغط على بادشتوبر ومنعه من التقدم ثم يساعد دي سيلفستري مع أحد المحورين في الضغط على ريبري ومنعه من الاختراق وقد نجحا في ذلك خاصة أن القوة البدنية كانت تلعب لصالح المدافع الايطالي "دي سيلفستري" وقد أخاف بها ريبري بأكثر من تدخل قوي وعنيف في بداية اللقاء.
نأتي لعمق الملعب وهنا كانت مشكلة البايرن الحقيقية، الثنائي فان بوميل وشفاينيشتايجر لم يتقدم لدعم الهجوم أبدًا -باستثناء الربع ساعة الأخير- وذلك نتيجة الضغط الدفاعي عليهما من الرباعي بالوتي ومونتوليفو ويوفيتيتش وجيلاردينو، وهنا قد يقول قائل أني تحدثت عن أن المحورين ويوفيتيتش يتحركان للتغطية على الأطراف .... هذا صحيح ولكن الكرة لا تُلعب من الثبات والحركة الدائمة هي سرها وبالتالي هذا الثلاثي كان يتحرك دائمًا حسب تواجد الكرة ولهذا نقول أنهم نجحوا تكتيكيًا وجماعيًا ولهذا أيضًا رأينا مستواهم البدني يتراجع كثيرًا في نهاية المباراة نتيجة الارهاق الكبير من الحركة الدائمة.
أخيرًا، لم يتبقى سوى ثنائي الهجوم في قوة البايرن الهجومية وهما الثنائي جوميز ومولر ..... الأول لم يخطئ أبدًا وقد تحرك بشكل ممتاز وحاول كثيرًا انتظار أي فرصة داخل المنطقة لكن لم تسنح له أي فرصة سوى واحدة نجح في ترجمتها لهدف قبل أن يلغيه الحكم، بينما الثاني كان مختفي تمامًا ويُمكن القول أنه نقطة الضعف الأكبر في البايرن اليوم لأنه استسلم تمامًا للضغط الدفاعي في عمق الملعب ولم يحاول التحرك للأطراف وتبادل المراكز مع الطرفين روبين وريبري.
ما سبق كان حول التفوق الدفاعي، لكن التفوق التكتيكي لبرانديلي استمر أيضًا على الجانب الهجومي وذلك عبر تطبيق أسلوب وحيد هو استخلاص الكرة بسرعة عبر الظغط الدفاعي القوي ومن ثم الارتداد بالهجمات المرتدة السريعة والخطيرة عبر تحرك الثلاثي ماركيوني ويوفيتيتش وفارجاس في المساحات الخالية بين الظهير والجناح أو لنقل بين خط الوسط وخط الدفاع، وقد كان خطأ مدافعي البايرن في التمركز والضغط والرقابة القوية على هذا الثلاثي بجانب حقيقة تفوق الثلاثي في جانب السرعة والمهارة على الخط الخلفي للبايرن وأخيرًا كان لتبادل المراكز بين اللاعبين أكبر الأثر في ارباك البافاري دفاعيًا وهو الأمر الذي عجز عنه هجوم البايرن.
نقطة مهمة لم تخدم برانديلي اليوم وهي تواضع قدرات المهاجم الايطالي جيلاردينو في الهجمات المرتدة، فهو ليس باللاعب الذي يُجيد الانطلاق بالكرة وصناعة الهجمات الجماعية وإن كان يمتلك ميزة لعب دور المحطة في تلك الهجمات ..... لكن ما هو مؤكد أن وجود الروماني أدريان موتو بدلًا منه اليوم كان سيزيد من خطورة الهجمات البنفسجية المرتدة.
أين حلول البايرن ولويس فان جال !!
كما نعلم فكرة القدم هي لعبة كر وفر، هي معركة يستخدم بها كل مدرب جميع أسلحته وهناك أسلحة تظهر خلال المباراة لتكون مضادة لأسلحة المدرب المنافس خاصة التكتيكية، ولكن لويس فان جال لم يُرنا شيء اليوم من هذا إلا متأخرًأ ومتأخرًا جدًا.
كما قلنا، في الشوط الأول كانت السيطرة التكتيكية واضحة لصالح الفيولا وبرانديلي ولم تكن هجمات البايرن سوى بالاعتماد على القدرات الفردية في الاختراق من ريبيري حينًا وروبين أحيانًا لكن غياب التحرك من عمق الملعب لم يساعد اللاعبين خاصة أيضًا مع غياب الدعم من الظهيرين.
هنا كان يجب على فان جال أن يتدخل ويأمر لاعبين باحداث عملية تبادل للمراكز داخل الملعب خاصة بين مولر وروبين، لأن الأول كان تائهًا في العمق وربما يُجيد في الطرف بينما الآخر مهاري جدًا وكان يُمكنه اكتساب عديد الأخطاء المؤثرة على حدود منطقة الجزاء وهذا بجانب أن انطلاقاته واختراقاته هنا تكون أخطر كثيرًا لأنها ستكون قريبة من المرمى، وقد رأينا دليلين على هذا الأمر وهما الهدف الأول لأنه كان الاختراق الأول له من العمق والهدف الثاني لأنه تواجد أيضًا في العمق وسدد منه نحو المرمى.
أمر آخر كان يجب أن يكون في بداية الشوط الثاني وهو اخراج مولر نفسه واستبداله بأوليتش لأن الكرواتي مهاجم متحرك مهاري تكتيكي لدرجة كبيرة ويستطيع تبادل المراكز جيدًا والخروج لأطراف الملعب والتحرك في العمق وازعاج مدافعي الفيولا وخلخلة خطوطهم القوية والمتكتكلة، وهذا ما حدث بالفعل وقت نزوله مع كلوزة، وإن كنت لم أرى أي ضرورة لاخراج جوميز واشراك كلوزة بل كان يجب الاستفادة من التغيير بإخراج أحد محوري الارتكاز واشراك لاعب آخر يمتاز بأداء هجومي أكبر لأن الفريق ببساطة يريد الفوز والأهداف.
لسوء حظ مشجعي البافاري أن فان جال قام بذلك التغيير متأخرًا نوعًا ما ولولا الخطأ التحكيمي لما استفاد منه أبدًا، وإن كان في نفس الوقت نتيجة 2-1 ليست بالجيدة للفريق.
أين أخطأ برانديلي !!!!
قلت في نهاية تقرير المباراة أن برانديلي تفوق في كل شيء سوى خطأ واحد، وهو التغيير الأول للفريق وبعد طرد ماسيمو جوبي وقد قام باخراج يوفيتيتش واشراك فيليبي.
المشكلة لم تكن في اللاعب الداخل لأرض الملعب لأن اشراك مدافع في تلك الظروف أمر حيوي جدًا حتى لا يختل الأداء الدفاعي للفريق بجانب أنه لا يحتاج الآن أداء هجومي قوي نظرًا لأن العودة بالتعادل 1-1 ممتاز للغاية.
لكن المشكلة كانت في اللاعب الخارج، يوفيتيتش كان يمتلك من السرعة والمهارة ما قد يُساعد زملاءه دفاعيًا ..... أولًا عبر الضغط على لام ومنعه من التقدم للأمام .... ثانيًا عبر استلام الكرة من وسط الملعب والانطلاق بها في المساحات الفارغة لنصف ملعب البايرن وهنا ربما يصنع هجمة خطيرة أو قد تُقطع الكرة ولكن بعدما يكون قد منح زملاءه فرصة لالتقاط الأنفاس واعادة تنظيم الصفوف بحيث يمنع الارهاق الكبير الذي ظهر على لاعبي الفيولا في الجزء الأخير من اللقاء.
لكن من يخرج هنا ؟؟؟؟ بالتأكيد هو ألبرتو جيلاردينو الذي لم يقدم الكثير في المباراة نتيجة تواضع مستواه وأيضًا نتيجة كونه مهاجم متمركز لا يمكن أن تعتمد عليه كثيرًا في الهجمات المرتدة بل تعتمد عليه في الهجمات المنظمة بحيث يستغل الكرات العرضية والبينية، ولهذا كان الأفضل اخراجه من الملعب واللعب بطريقة 4-3-2 وبتواجد الثنائي فارجاس ويوفيتيتش في الأمام وفي الحالة الدفاعية يعود فارجاس للوسط لكي يتحول الأداء الى 4-4-1، وما أن يستلم أحد الثنائي الكرة إلا وينطلق اللاعبان معًا لتشكيل هجمة خطيرة أو على الأقل تخفيف الضغط واضاعة الوقت.
وأبرز دليل على عدم صحة التغيير لبرانديلي هو غياب الشكل الهجومي للفيولا عن الربع ساعة الأخير بالكامل، بل حتى أننا لم نرى جيلاردينو في الملعب لأن كل فريقه كان يدافع وهو مجرد يضغط على قلبي دفاع الفيولا لمنع تقدمهم ولكن تلك الوظيفة لم تكن بالحيوية نظرًا لأن البايرن كان يهاجم بـ8 لاعبين في الأمام وليس بحاجة لواحد اضافي.
كلمة أخير ..... لا تتوقعوا سيناريو مختلف كثيرًا في الأرتيمو فرانكي
مباراة الذهاب انتهت كما انتهت، وتبقى الآن مباراة الاياب والتي ستكون صعبة جدًا على الفريقين .... فالفريق البافاري سيحارب لكي يُسجل هدف وهو أمر ليس بالسهل مع هكذا أداء تكتيكي قوي .... أما الفريق الايطالي فهو بحاجة للتسجيل مع ضمان عدم اهتزاز شباكه وهو أيضًا ليس بالأمر السهل نظرًا لخطورة الثنائي روبين وريبري في الهجمات المرتدة.
البعض يتوقع أن يلعب الفيولا مباراة الاياب بطريقة الاندفاع الهجومي وهو ما قد يُكلفه المباراة عبر الهجمات المرتدة، لكني على ثقة أن برانديلي سيُدير المباراة كما أدارها اليوم بحيث يلعب بشكل متزن جدًا وهذا لأنه بحاجة لهدف واحد فقط ولأنه يعلم تمامًا أن هذا الهدف قد يأتي في أي دقيقة وليس بالضرورة أن يأتي في الدقيقة الأولى، لهذا توقعوا سيناريو يشبه كثيرًا مباراة اليانز أرينا
مصطفى- مراقب أحلى زول رياضى
- عدد المساهمات : 12
تاريخ التسجيل : 18/02/2010
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى